samedi 24 avril 2010

المدينة الفاضلة 1: في الطريق إلى العمل

صباح النور
صباح الورد
صباح الفل و الياسمين
صباح الخير سيدي
تلك هي ترنيمتي المعتادة و المفضلة كل صباح و أنا في طريقي إلى العمل تلاحقني ابتسامة و قبلات زوجتي الحنون
كانت زحمة السير في أوجها حين غادرت المنزل, و كالمعتاد كانت السيارات تنزاح ذات اليمين مفسحة لي المجال كي اجتاز طابور السيارات
و كنت مع مروري جنب كل سيارة , تصل إلى أذني نفس تلك الترانيم : صباح النور , صباح الورد , صباح الفل و الياسمين. و كانت الإبتسامات و نظرات الإجلال و الإكبار تنهال علي من كل حدب و صوب
كان يوما عاديا كمثل ما سبقه من أيام و ما قد يلحقه من أيام, و لم يكن ما قد يميزه غير أنه أول أيام الأسبوع و كوني مفعم حيوية و نشاطا و متشوقا للوصول إلى العمل باكرا كي أؤدي رسالتي على أكمل وجه.
كانت دورية الشرطة في مكانها عند المنعطف مع آلة الرادار ككل يوم , متصيدين كل من تسول له نفسه مخالفة قانون السير و اجتياز السرعة المسموح بها داخل مناطق العمران و تعريض الآمنين من المواطنين للخطر. كانت سلامة المواطن فوق كل اعتبار و خطا أحمر لا يسمح لأحد بتجاوزه , كما و قد كان التفاني و الإخلاص في العمل يجري في عروق كل شرطي حتى النخاع, حتى أني أتذكر كيف تم سحب رخصة سيق رئيس البلدية منذ بضعة أيام لمجرد تجاوز السرعة القانونية ببضعة أرقام, و كيف تم اعتقال رئيس الإقليم بتهمة استعمال الهاتف الجوال أثناء السياقة الأسبوع الفارط, و لم يشفع لهما مركزيهما الإجتماعي و لا سلطتيهما من المثول أمام القضاء و نيل ما يستحقانه من العقاب.طبعا كانت هناك استثناءات , ككل قانون , و كنت أنا ضمن المستثنيين, فما أن رأوا سيارتي الـــبي آم دوبل في إكس 6 قادمة مهرولة حتى وقفوا و اصطفوا على قارعة الطريق و خلعوا قبعاتهم مقدمين لي تحية عسكرية إجلالا و إكبارا
ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي اشتريت فيه سيارتي, يومها كنت أحتفل بمرور عام و نصف من الالتحاق بعملي. دعوت زوجتي لقضاء يوم في إحدى الفنادق و التسوق بالمحلات , فقد كانت أفضل هواياتها. يومها تم إيقافي بسبب إفراطي في السرعة , أتذكر كيف حياني الشرطي رادا التحية بأحسن منها , و طلب مني رخصة السياقة و أوراقي الثبوتية. أتذكر كيف ارتبك و احتقن الدم في وجهه حين قرأ خانة المهنة, فلم يكن له غير أن بدأ في التأتأة محاولا أن يقدم لي اعتذاره لما سببه لي من ازعاج و تأخير. أخبرته بأن ليس عليه الإعتذار و أنه كان يقوم بعمله على أحسن وجه. إلا أنه كان مستاءا من فعلته مصرا على الإعتذار , خائفا من أن أقدم به شكوى لمرؤوسيه , فما فعله جرم لا يغتفر في القانون التونسي , جرم في حقي و حق كل من يمتهن مهنتي و في حق كل الشعب التونسي. أصر حينها على يصحح خطأه و ذلك بأن هــيء لي سيارة شرطة تفسح لي الطريق حتى أبلغ مقصدي , كما قدم لي ملصوقة طلب مني الصاقها على يمين بلور السيارة كي تكون ظاهرة و لا أتعرض للإيقاف مرة أخرى. قمنا يومها بتبادل أرقام الهاتف على أن يدعوني لفنجان من القهوة بعد الدوام.
لم يمض على الخروج من المنزل غير ربع ساعة و ها أنا أركن سيارتي داخل ملجئ السيارات متجها مع بعض الزملاء إلى قاعة الإجتماعات حيث كان رئيس عملي ينتظرنا بإبتسامة أب . لم يبق من الوقت غير نصف ساعة كي نبدأ العمل...

أكمل البقية في المدينة الفاضلة 2

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire